أهالى «كرم القواديس » يروون لـ«الوطن» تفاصيل المذبحة البشعه
«كانت 20 دقيقة من القتل الحرام.. الإرهابيون لم يفرقوا بين العساكر والمدنيين وفتحوا النار على الجميع، لم يرحموا الجنود المصابين وقتلوهم دون رأفة، وحتى بيوتنا اقتحموها وقتلوا المجندين الذين خبأناهم داخلها».. كان هذا هو القاسم المشترك فى شهادات أهالى منطقة «مربعة القواديس» حول الهجوم الإرهابى على ارتكاز «القواديس» الأمنى، غرب الشيخ زويد، مؤكدين أن ما حدث كان «مذبحة» ارتكبها إرهابيون لم يراعوا حرمة الدم أو البيت، وأن لكناتهم تؤكد أنهم ليسوا من أهالى سيناء.
وقال أحد الأهالى، إنه شاهد عيان على الهجوم منذ بدايته، مضيفاً أن الانتحارى قاد سيارة نقل كبيرة محملة ببراميل من المتفجرات، ودخل إلى منتصف الكمين بعد صلاة الجمعة بساعة تقريباً، وفجر نفسه بجوار مبنى محل قديم يستخدمه الجنود كمطبخ، أثناء انشغال الجنود بإعداد الطعام.
وأضاف: الانفجار هز المكان كله، وهشم زجاج النوافذ التى تبعد مسافة 500 متر عن الكمين، وبعدها فوجئنا بقدوم مجموعات مسلحة داخل سيارات «كروز» و«تايلاندى» و«فيرنا»، من 3 نواحٍ مختلفة، وبرفقتهم مسلحون يستقلون دراجات نارية، وهاجموا القوات بجميع أنواع الأسلحة النارية من الرشاشات الآلية إلى المتعدد وقذائف الهاون و«الآر بى جى».
وقال شاهد العيان: الإرهابيون لاحقوا رجلاً بدوياً يقود «عربة كارو»، حاول إنقاذ 3 جنود مصابين ونقلهم بعيداً عن الهجوم، وقبضوا على الجنود وقتلوهم بالرصاص.
وتابع: الإرهابيون لم يحترموا حرمة منازلنا ولم يفرقوا بين مدنى وعسكرى، اقتحموا منزلاً متهالكاً بجوار الكمين احتمى به مجند، وأخرجوه وأعدموه بالرصاص، وأصابوا عدداً من الأهالى.
مشهد آخر من هجوم الـ20 دقيقة، يرويه مواطن آخر من الأهالى، قائلاً: وجدنا ضابطاً مصاباً متخبئاً تحت أشجار الزيتون، خلف منزلنا، وعرضنا عليه أن يأتى معنا للداخل، لكنه رفض، وقال «فقط لا تخبروا أحداً بوجودى»، وبعد أقل من 10 دقائق، جاءت مدرعة من كمين الخروبة القريب من المكان فركب الضابط بها، والمسلحون يمطرونهم بالرصاص.
وأكد شاهد عيان ثالث، أن الهجوم المباغت نُفذ بمشاركة أكثر من 70 مسلحاً يستقلون أكثر من 12 سيارة، و20 دراجة نارية، على الأقل، مضيفاً أن 6 فقط من عساكر الكمين كانوا فى وضع الاستعداد على الآليات العسكرية التى تقف على المفارق الأربعة للارتكاز، إلا أنهم استشهدوا جراء التفجير الانتحارى.
وأضاف الشاهد: الإرهابيون استقبلوا التعزيزات التى جاءت من العريش والشيخ زويد، بإمطارهم بالرصاص وقذائف «آر بى جى»، بالإضافة لتفجير عبوات ناسفة، تم زرعها فى طرق المدرعات، وأصابوا قيادات من معسكر الأمن بحى زهور الشيخ زويد، والكتيبة «101» بالعريش.
وتابع المصدر: لكنات المسلحين، تؤكد أنهم ليسوا من أهل سيناء، وأنهم عناصر خارجية، وبنيتهم الجسمانية وقدراتهم القتالية عالية، وهو ما ساعدهم خلال الاشتباك الذى استمر لأكثر من 20 دقيقة، ولم يصب منهم أحد، مشيراً إلى أن السائقين فقط كانوا من أبناء سيناء ولهم خبرة بالطرق جيداً، ويعرفون كل كبيرة وصغيرة بطريق «الطويل» الالتفافى المؤدى إلى ارتكاز القواديس.
من جهته، قال أحد أبناء القبائل السيناوية من المقربين من الجماعات التكفيرية إن «أنصار بيت المقدس» كان يخطط لتنفيذ العملية ضد معسكر الأمن المركزى بحى الزهور، إلا أنهم غيروا الهدف فى الوقت الأخير، بسبب صعوبة الهجوم على المعسكر، المؤمّن بعدد كبير من القناصة الذين يعتلون عمارات الحى، إضافة إلى أن معظم الطرق مغلقة من الناحيتين الغربية والشرقية، ويقوم أفراد الحراسة بتفتيش السيارات قبل الدخول بمسافة 200 متر على الأقل.
وأضاف: التنظيم أدرك أن الهجوم على المعسكر يحتاج إلى أعداد أكبر من المسلحين والانتحاريين، فغيروا الهدف واستهدفوا ارتكاز «كرم القواديس»، محذراً من احتمال شن الإرهابيين هجمات جديدة على ارتكازات أمنية أخرى بشكل مباغت فى الفترة المقبلة.
0 التعليقات
اكـتب نعليقك